Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
Qanya ܩܢܝܐ, Ephrem Isa YOUSIF
Qanya ܩܢܝܐ, Ephrem Isa YOUSIF
Publicité
Archives
Qanya   ܩܢܝܐ, Ephrem Isa YOUSIF
3 avril 2009

مؤتمر – نقاش "الشعب الكلداني السرياني

portrait

مؤتمر – نقاش

"الشعب الكلداني السرياني الآشوري" ضمن الفيدرالية العراقية

الخميس 2 نيسان 2009

سيداتي، سادتي،

قبل أن يتم انتخابي في مجلس الشيوخ الفرنسي باعتباري فرنسية مقيمة خارج فرنسا، كنت قد عملت خلال 18 سنة بصفة مفوضة للجمعية العامة الفرنسية في الخارج لمنطقة العراق والأردن ولبنان وسوريا.

اعرف جيدا هذا الجزء من العالم وأدرك تعقيده الجغرافي. وقد ذهبت شخصيا، عدة مرات إلى العراق واضطررت إلى متابعة ومشاهدة فضاعة الحرب التي دارت على أرضه.

ولقد كان لي الشرف أن تطلب مني أنييس أيده، رئيسة المعهد الكلداني السرياني الآشوري، تنظيم مؤتمر الحوار الكبير هذا في مجلس الشيوخ الفرنسي.

ولقد توفرت لي الفرصة ألان، لكي أهنئها بحرارة على جودة وجدية عملها إضافة إلى مجاملتها وأسلوب عملها اللطيف .

السيد أفرام عيسى يوسف ،اسمح لي، لكي أقدم لحضرتكم أخلص الثناء على معارفكم الواسعة وإخلاصكم وتواضعكم. وأتذكر بأنكم قد قلتم لي قبل يومين في مكتبي هذه الجملة الجميلة: "يجب معرفة الكثير من الأشياء، للتكلم القليل منها."وسوف أبذل جهدي لاقتفاء هذه النصيحة.

أيها الأصدقاء، سأحاول وضع تاريخ هذا الشعب ضمن إطاره التاريخي واستخلاص آفاق مستقبله.

الشعب الكلداني السرياني الآشوري في التاريخ

لقد كان الشعب الكلداني السرياني الآشوري، شعبا حمل ثقافة غنية. وكانت أرضه تشكل منطقة الهلال الخصيب لنهري دجلة والفرات.

وقد أطلقت عليهم تسمية :السريان الشرقيون (النساطرة) والسريان الغربيون (اليعاقبة). وهم يشكلون المواطنين الأصليين لبلاد بين النهرين الذين تحدثوا ويتحدثون باللغة الآرامية السريانية دائما ولغاية الآن.

وقد اعتنقوا الديانة المسيحية منذ القرن الأول الميلادي وشكلوا كنيسة تبشيرية قوية.

واهتموا منذ البداية بعلوم الفلسفة والطب، وقيموا عاليا التراث اليوناني القديم.

وبدأ السريان، في الفترة الواقعة بين بداية القرن الخامس والقرن الثامن الميلادي بترجمة نصوص علوم المنطق لأرسطو من اللغة اليونانية إلى اللغة السريانية. وكان السريان المُحركين الرئيسيين للعرب لاقتحام هذا الميدان، حيث أنهم لعبوا دور الوسطاء بين الثقافات اليونانية والعربية.

اجل، تبحروا وشرحوا واغنوا التراث العلمي والثقافي لليونان، وأظهروا من ناحية أخرى، قدرتهم في إنجاز أعمال النقل والترجمة والتفسير والنقد.

وقد أغنى العلماء السريان، بناءا على ذلك، اللغة العربية التي استخدمت لنقل الفلسفة والعلوم الإغريقية إلى العالم العربي أولا، ثم إلى الغرب اللاتيني فيما بعد.

كان السريان يمثلون جسرا متينا يربط بين شاطئي البحر الأبيض المتوسط.

ولم يعودوا يشكلون اليوم إلا جماعة قليلة بالنسبة لماضيهم العريق. وقد تفرقوا منذ قرون على امتداد المناطق الواقعة بين جنوب شرق تركيا وشمال غرب إيران وشمال سوريا وعلى كامل الأراضي العراقية... وعلى الأخص منذ عملية إبادة الأرمن التي جرت عام 1915 (تعرض عدد وصل إلى 250000 كلداني سرياني آشوري إلى القتل).

وفي العراق، تعرض عدة آلاف من الآشوريين إلى الإبادة عام 1933، لأنهم طالبوا باحترام حقوقهم باعتبارهم مواطنين .

لقد تعرض هذا الشعب خلال تاريخه الحافل إلى أعمال الاضطهاد والإبادة والإهانات والنسيان.

الشعب الكلداني السرياني الآشوري اليوم

منذ عقود كاملة من السنين، دفعت أجواء انعدام الأمان وصعود الأنظمة الاستبدادية في بغداد، هذا الشعب إلى الهجرة وأجبرته على اقتفاء طريق الاغتراب عن وطنه.ولذلك يوجد اليوم عدد يصل إلى 500000 كلداني سرياني آشوري يعيشون في الولايات المتحدة الأمريكية وفي كندا وأوروبا وأستراليا.

وقد عانى الكلدان السريان الآشوريون من النتائج الفظيعة وغير المقبولة التي ترتبت عن غزو الكويت الذي أدى ثانية إلى دفعهم تجاه الاغتراب بعد تعرضهم لعملية التعريب الإجباري وأعمال لاستيلاء على أملاكهم ومبانيهم العائدة لهم.

وقد أصبحت حالة هذا الشعب مأساوية منذ حرب سنة 2003. وبالرغم من أن التدخل الأمريكي كان قد شكل أملا للجميع ... غير أن القضاء على صدام حسين، قد أدى إلى الاستعاضة عنه بعدو أكثر شراسة وعنفا منه، ألا وهو الإسلام المتشددة. وأصبح أعضاء هذه الجماعة المسيحية الصغيرة، يُعتبرون من عملاء قوى الاحتلال.

يتعلق الأمر بنوع من احتدام العنف والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية...والتطهير المنتظم تجاه هؤلاء المسيحيين، للتمكن من تحقيق تجانس المجتمع العراقي على حسابهم وإخضاعه للإسلام.

إن أرض الأسلاف هذه، أرض بلاد ما بين النهرين التي يشكل العراق منطقتها المركزية، قد أصبحت اليوم ساحة حرب تسود الفوضى في رحابها وترتكب أبشع الجرائم فيها.

لقد تم تدمير سبعة عشر كنيسة وتم اغتيال مطرانا ، إضافة إلى العديد من رجال الدين والشمامسة، بدون نسيان أيضا المئات من المسيحيين المدنيين الذي تعرضوا للهلاك.

ويوجد اليوم عدد يبلغ 250000 لاجئ مسيحي عراقي في البلدان المجاورة للعراق، أي في سوريا والأردن وتركيا ولبنان.كما تجدر الإشارة إلى وجود حوالي 150000 كلداني سرياني آشوري لاجئين في كردستان العراق. وللأسف الشديد، إن مستقبلهم مظلم.

صحيح أن الدستور العراقي يعترف بحقوقهم الثقافية والدينية والسياسية واللغوية، إلا أن ذلك يبقى بدون أي تطبيق. وكما تعرفونه، فإن الإسلام يحتل مكانة مهيمنة في نص هذا الدستور.

إن المسيحيين لا يمثلون إلا نسبة تبلغ 3% من سكان العراق الإجمالي.

ما هو العمل المطلوب إذا لمساعدة الكلدان السريان الآشوريين لكي يعيشوا بكرامة وبأمان في بلدهم، العراق ؟

إن هذه الجماعة لا ترغب بتجزئة العراق وهي تريد العيش بصفاء جنبا إلى جنب مع العرب والكرد. كان العراق يشكل فسيفساء من الشعوب ويجب أن يبقى كذلك.

ينتظر الكلدان السريان الآشوريون اليوم اعترافا بهم ويريدون لتراثهم أن يكون أكثر معرفة وحماية.

وهم يرفضون العنف والتشدد والإرهاب.

ويشكل حاليا المقيمون منهم في الغرب(الدياسبورا) بريق الأمل.فبحيوتكم وإرادتكم في البقاء باعتباركم تمثلون ورثة ماضي بلاد الرافدين الغنية هذه، أنتم أيها المؤسسون وأعضاء المعهد الكلداني السرياني الآشوري، إضافة إلى أعضاء المؤسسات ودور النشر والنوادي الاجتماعية والثقافية والمعاهد الأخرى، إنما تساهمون في ولادة نهضة جديدة للثقافة والحفاظ على الهوية الكلدانية الآشورية.

وأتمنى أن يكون هذا المؤتمر بداية للتفكير والمساعدة والإسناد الدائم والتضامن تجاه شعبكم الذي يعيش في الشرق الأوسط وبصفة خاصة في العراق، ولكن أيضا تجاه كافة الشعوب الأخرى التي تبجل التسامح مثلكم وتتطلع إلى الحرية واحترام الآخر.

وإنه لمن المؤسف أن يتعرض شعبكم الشهيد غالبا إلى النسيان والإهمال، بالرغم من مساهمته الكبيرة في رفد الثقافة العربية الإسلامية والثقافة العالمية...

أن فرنسا ترتبط مع الكلدان السريان الآشوريين برابطة الصداقة الكبيرة.

لذلك فإننا نجتمع اليوم سوية هنا، في مجلس شيوخ الجمهورية الفرنسية للتحدث عن جماعتكم التي تقاوم والتي يجب وبالرغم من كل شيء أن تدوم مثلها مثل زهرة مشرقة في بلاد الرافدين.

وشكرا لكم.

عضوة مجلس الشيوخ الفرنسي : كرستين كمرمان

2ـ 4ـ2009  باريس فرنسا

ترجمة افرام عيسى يوسف

Publicité
Publicité
Commentaires
Publicité